الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«تحدى الخير» فى زمن «الكورونا»

«تحدى الخير» فى زمن «الكورونا»

عشرات من نجوم المجتمع أو رجال الأعمال والفنانين أو الرياضيين من أصحاب الشهرة أو البريق الإعلامى دخلوا فى سباق من نوع آخر، أو من أجل عمل الخير وقت الشدة أو من خلال الأزمات، لاسيما بعد تعرّض العالم بأسره لفيروس من النوع القاتل أو الخطير الذى لم يعهده العالم من قبل، وفى وقت المحن أو المصائب يظهر المعدن الأصيل فى شعب مصر ومن خلال رموزه وتتجلى أسمى معانى الإنسانية فى ظل أكبر أزمة يتعرض لها البشر على الكرة الأرضية وكما نقول دوما «رب ضارة نافعة» حتى لو كان ذلك من خلال وباء «كورونا» الذى قضى على الكثير من البشر وأنهى حياتهم بصورة درامية حزينة، فها هو النجم الفلانى دون ذكر اسمه يتبرع برعاية ودعم عدد من الأسر المحتاجة فى ظل هذه الظروف العصيبة أو الصعبة، وآخر يبادر برعاية عدد من عمال اليومية الذين تضرروا جراء ذلك وثالث يبادر بطلب الرعاية لعدد من الأسر المحتاجة أو الفقيرة ونحن نرفع راية التحدى ضد أى من الأزمات لنبرهن على أن المصريين جميعا داخل قارب واحد، فلا فرق بين غنى أو آخر فقير، بل نحن الكل فى واحد وفى ظل هذه المبادرات الإنسانية الأصيلة أو المتأصلة سارعت الفرق الرياضية فى ذلك الشأن وأعلن الجهاز الفنى بالكامل ولاعبو المنتخب الأوليمبى عن تحملهم لكفالة 600 أسرة من خلال مبادرة «تحدى الخير» إذن علينا أن نستيقظ من غفواتنا وأن نصحح ضمائرنا أو أوضاعنا إلى ما هو أحسن دائما.. فهل نصدق أن فيروسا صغيرا وضعيفا جدا ولا نراه هو أشد فتكا بحياة الإنسان وسبحان الخالق عز وجل فى خلقه.



وعودة إلى عمل الخير أو السعى إليه أعتقد بأن هذا ليس بغريب على مجتمعنا المصرى الطيب فى جذوره منذ فجر التاريخ وقد يكون شعار «تحدى الخير» الذى تجلى داخل الوسط الرياضى أو الفنى أو غيره من أصحاب الخير والقلوب الرحيمة يستحق الإشادة والتقدير ولكل مصرى ينتفض لإنقاذ طبقة من البشر أو هم الأشد فقرا أو احتياجا ولكن هؤلاء داخل قلوبهم محبة لاتقارن بينما المضاد لكلمة «المحبة» هى الكراهية وعدم الشعور الإنسانى بحياة أو أحوال الآخرين.

وعلى الرغم من قسوة أو ضراوة هذا الفيروس اللعين أو القاتل «كورونا» فإنه قرّب بين الناس فى مصر ووحد بين قلوبهم أو فيما بينهم وحفر داخل الوجدان تجمعًا ووحدة من نوع آخر فى الوقت الذى لايزال «كورونا» المغضوب عليه مثارا للرعب والخوف أو الفزع والكراهية على سطح الكرة الأرضية بكاملها.

ولأن ما يحدث أعتبره رجسًا من الشيطان الذى يريد الدمار للكون والبشر وفناء الإنسانية، لكن إرادة الله ترعانا وتحمينا رغم ضراوة «كورونا» أو تداعياتها وأمام هذا الدرس الصغير من مغبة هذا البلاء غير المرغوب فيه فإن أبواب الخير لاتزال مفتوحة على مصراعيها.

فقط علينا بالصحوة وطرق أبواب التوبة أو الرجاء وأن تستيقظ ضمائرنا من جديد وياريت نتطهر جميعنا من الذنوب ولأنه رغم وحشية «كورونا» فإنه كان له جانب آخر وفوائد أيضا كى يعود جميع الناس إلى صوابهم ويتمسكون بربهم بالأعمال والصلوات.