الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أمى آمنة.. دعواتك

ريشة: أنجيلا نصر
ريشة: أنجيلا نصر

«كل الناس ليها أم وأنا عندى أمين».. هذه العبارة سمعتها منذ سنوات لا أذكر عددها، ولا من قائلها.. ولكن! المهم أنها تعبر عنى، تمامًا فجدتى أو (حبوبة) من ناحية أمى كانت بمثابة الأم التنفيذية لإدارة حياتى وحياة جميع أفراد العائلة نناديها بـ(أمى آمنة).



وأمى آمنة يعنى الطيبة والقلب الأبيض، يعنى القيم وعزة النفس، يعنى القوة فى مواجهة قدر الزمان، يعنى البنك الذى يمولنا بمنح هالكة لا نية له ولا لنا لاسترجاعها. أنا بصفة خاصة ودون كل الأحفاد حظيت بالنصيب الأوفر من اهتمامها فأنا أول حفيد يطل على الأسرة فنلت من الدلع والرضا ما نلت وأيضًا نلت من التوبيخ ما نلت، (لزوم التربية والتعليم) احتفلت بها العائلة هذا العام وتغيبت أنا.. فعلة ألمت بى منعتنى من المشاركة فى تلك المناسبة التى نحرص عليها دائما ولكنى لم أكن الوحيدة التى فات عليها الاحتفال بعيد الأم فى ظل الظروف القاهرة والتى يعيشها العالم أجمع فشبح كورونا يخيم على كل البشر الكل يتوجس خيفة. منهم من بدأ فى مواجهته ومنهم من يترقب فى حذر، وعندما يأتى ذكر الحذر تظهر الأم ويتعاظم دورها بدرء تلك الكارثة فهى حامية الحمى بالعمل والإرشاد وتوفير الأجواء الجاذبة لكسر ملل الانتظار داخل المنزل بعد أن تفاقمت الأزمة لدرجة باتت بعض الدول تفرض حظر التجوال بالقوة الجبرية، لحظات عصيبة ما بين المواجهة والترقب الكل يعيشها بعد أن صار العالم على قلب رجل واحد وأصبح المثل القائل (أنا وابن عمى على الغريب) واقعًا ينظره الجميع، وأى غريب إنه غريب مجهول..غريب يأتى على أطوار، ظهر فجأة! ليربك حياتنا ويقلبها ظهرًا على عقب، مثلما حمل الفناء حمل رسائل لن تمحى عن الذاكرة، من كان يتوقع أن يقف العالم على ساق واحدة لمجرد (نزلة).. من كان يتوقع أن يتحد العالم ويوظف كل جهوده لمواجهة عدو لم يحتاجوا لاجتماعات أممية ولا إلى تصويت ولا استخدام فيتو للقضاء عليه. منذ بداية أزمة كورونا وأنا أتابع الأخبار من مصادر مختلفة مثلى مثل الملايين وكلنا يتمنى أن يبشرنا مبشر بانقشاع الغمة بالسيطرة على الوباء الذى أخذ يحصد الأرواح. وتمتد الأمنيات لتشمل كل من ماتوا قبله بسبب الحروب ومسبباتها وهم أكثر، ومن ماتوا بسبب الإهمال والجوع والعجز فى توفير العلاج لا حصر لهم عليه يتوجب على العالم أن يتعلم من درس الكورونا الكثير.

أسأل الله أن يستجيب لدعوات الأمهات فى ذكرى عيدهن بأن يرفع الشدة ويزيل الغمة.. وحيا الله شاعرنا التجانى الحاج موسى وهو القائل: أمى الله يسلمك.. اديكى لى طول العمر

فى الدنيا يوم ما يألمك

أمى يا دار السلام وياحضنى لو جار الزمان

يا مطمنانى بطمنك

التحية للأمهات جميعهن والتحية لأمى (منة بت حيدوب) وهى تدعو لى ولأبنائى ولكل الأمة فى الثلث الأخير من الليل ربنا يطول فى عمرها ويسعدها بأحفادها وأبناء أحفادها ويسعد جميع الأمهات. ودمتم فى أمن وأمان.