الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الإخوان المتأسلمون

الإخوان المتأسلمون

من الطبيعى أن الجماعة الإرهابية تتذكر ماضيها ونشأتها خاصة أن «الماضوية» هى السند والمنطلق، حيث تستخرج منه تراثًا فتتشبث بما يدعمها ويبرر أفعالها...إلخ. 



فزعيمها المؤسس هو الذى ارتكز على الإنجليز «الكفار» باعتبارهم قوة عظمى، والقوة  المحتملة  لمصر، وتحمى فاروق الأول الذى استقبلته الجماعة فى ميناء الإسكندرية عند عودته راكعًا، بكتائب الجوالة تعبيرًا عن وفاء وطاعة.. وبالضرورة الجماعة مازالت تدعو للإنجليز بطول العمر ودخول الجنة عندما تسلم مؤسسها أول وأكبر مبلغ لدعمها ودعم نشاطها فى مصر... حيث قدرت بريطانيا -وقتها- أن مستقبل هذه الجماعة واعد وتكون سندها وسند نظام الحكم القائم بتوفير غطاء إسلامى يسبغ الشرعية عليهم جميعًا وتصبح هذه الجماعة محققة للخلطة السحرية للاستقرار فى المنطقة، بالقبول الطوعى للاحتلال البريطانى بدعمه إسلاميًا وإسباغ الشرعية على وجوده، وعلى نظام الحكم القائم فتكون مصر النموذج...والمنطلق لبقية دول المنطقة.. وعندما تحركت البوصلة الدولية لتكون الولايات المتحدة هى القوة الأعظم، تحرك معها الإخوان المتأسلمون لتكون هى الدعم والملاذ لتبؤهم الأمر والسلطة ولتظل مصر هى الهدف الأسمى لهم، ويتحقق للجماعة مبتغاها بأحداث سبتمبر 2001 حيث سبق أن خلص تقدير الموقف الأمريكى إلى ضرورة العمل لتولى المتأسلمين الحكم فى الدول العربية وهو الأمر الذى يفسح لهم المجال الحيوى للسلطة ويبقى على الجهاديين فى بلادهم ولا يندفعوا وينتحروا ليخربوا ويقتلوا فى بلاد الكفر ابتغاءً لجنة رضوان...إلخ. 

فكان التجهيز الجيد من الأجهزة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا للإعداد للسيناريو القادم، وكان الاقتراب مع مصر بنصائح السفيرة الأمريكية سكوبى فى هذا الوقت بأهمية إفساح المجال السياسى والإعلامى ليعبر الأخوان عن أنفسهم بدلا من تقوقعهم وانفجارهم فى أحداث وعمليات غير محسوبة...إلخ .. وتم طرق كافة الأبواب فى مصر للسير فى هذا الاتجاه حتى إبداء النــــصح لرئـــيس المجلس القومى لحقوق الإنسان د. بطرس غالى - فى هذا الوقت- لينقل مضمون الرسائل الأمريكية للرئيس مبارك وأهمية إتاحة المنافذ الإعلامية فى التليفزيون المصرى لهم وإدخالهم فى مجلس النواب ...إلخ .. وقد لوحظ أن العشرات من الإخوان قد تمكنوا من دخول البرلمان قبل أحداث يناير 2011، ثم كانت المرحلة النهائية ليتبوأوا حكم مصر.. بعد ركوبهم ميدان التحرير وبعد انقضاء الثلاثة أيام الأولى من الاعتصامات، وتلقيهم الرسائل المطمئنة بتحييد الشرطة بإنهاكها وضمان تحييد الجيش باعتباره حارس الثورة ...إلخ. . وطبيعى مصر لا ولم ولن تقبل أى تدخل فى شئونها، فانتفض شعبها لتأكيد وتثبيت أركان الدولة الوطنية واكتساح الإخوان المتأسلمين بعد أن قدروا وتصورا أن مصر فى أيديهم.زورغم  الرسالة  الواضحة  للقوى  الخارجية بأن الإخوان المتأسلمين ليس لهم قدرة ولا مستقبل فى مصر.. إلا أنهم يستمرون بدعم إقليمى ودولى،  فى محاولات لتخريب مصر، فهم وتوابعهم ومن تحت عباءتهم يخرج العديد من التنظيمات للتخريب ولإثبات الوجود بعد أن تأكدوا وتأكد الجميع أن لا مستقبل للجماعة ولأفكارها فى وطننا، فأصبح اللجوء لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى هدفهم ومبتغاهم لاستمرار شن الحملة الممنهجة على مصر وبالدعم الخارجى.. ويستمرون فى ذلك حتى باستثمار أوجاع المواطنين.. فنلحظ ما يروجون له عن خطورة انتشار عدوى «كورونا» وبالتالى وجب الإفراج عن السجناء المتأسلمين الملطخين بدماء أبرياء مصر، خوفًا من المرض...إلخ 

وإن كانوا فعلاً متأسلمين لوجه الله فليطمئنوا أن هذا الفيروس لن يطلهم فى السجون وخارجها.. باعتبارهم المؤمنين الموعودين بجنة رضوان.