الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 ليلة بكت فيها «الماميز»

البحث عن رعاية قيادة محايدة...

 ليلة بكت فيها «الماميز»

 بمجرد إعلان رئيس الوزراء عصر السبت الماضى، عن قرار تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات، بدأت جروبات أولياء الأمور على صفحات فيبسوك «جروبات الماميز» بإطلاق هتافات الفرح والبهجة وشُكر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، على القرار، واعتبروه استجابة لمطالب أولياء الأمور، وانتصارًا على «تعنت وزير التربية والتعليم تجاه مطالبهم». الغريب، أن بعض المتابعين اعتبروا بالفعل أن القرار جاء استجابة لمطالب الماميز، وليس طبقًا لمعطيات وتيرة انتشار المرض، التزامًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.  وأكد هؤلاء أن جروبات الماميز التى يصل أعداد أعضائها إلى عشرات الآلاف «قوة» لا يُستهان بها، وهو ما يعيدنا إلى القضية الأهم، وهى غياب ممثل قانونى قوى لأولياء الأمور، يمكن أن يجلس على طاولة واحدة مع مسئولى التعليم، بعيدًا عن «لعبة» جروبات الماميز، التى يستفيد منها الطرفان «المسئولون، والماميز» على حساب «التعليم» فى الكثير من الأحيان، مع تغييب أو غياب الممثل القانونى «مجالس الآباء».



المتابع لجروبات «الماميز»، يعرف أنه مع بداية الفصل الدراسى الثانى فى 9فبراير الماضى، بدأت عبر هذه المجموعات مطالبات بحذف أجزاء من مناهج الفصل الدراسى، على اعتبار أن عدد أيام الفصل الدراسى الثانى أقل من الأول، وأنه يتخللها أعياد ومواسم ودخول شهر رمضان، وتوزيع المنهج لا يراعى ذلك، ورفعت الجروبات شعارات أو هاشتاج «الوحدة الأخيرة من المنهج للاطلاع فقط»، وهذا الطلب هو تقريبًا سيناريو متكرر يحدث منذ سنوات، وأحيانًا تتم الاستجابة له من قبل وزارة التربية والتعليم، لأسباب متعددة.

وزادت وتيرة المطالبة مع توقف الدراسة بسبب الطقس السيئ لأكثر من مرّة، وبعد وصول تعليمات للمدارس باتباع إجراءات احترازية ضد تفشى كورونا، ومنها عدم السماح للطلاب المصابين بارتفاع فى درجة الحرارة بالانتظام فى الدراسة ومتابعة حالتهم، لكن مع تواتر أخبار عن تعليق الدراسة فى بعض الدول بسبب الفيروس، انتقلت مطالب جروبات الماميز إلى مطالب أخرى «تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، إلغاء الفصل الدراسى الثانى والاكتفاء بنتيجة الفصل الأول».

 الوزير يرد

جاء رد وزير التربية والتعليم عبر صفحته على فيسبوك فى 11مارس، قبل قرار التعليق بثلاثة أيام- تحت عنوان قاطعة لأسئلة شائعة:

1 - تستمر الدراسة فى المدارس والجامعات بلا تغيير. 2 - لا تغيير فى المحتوى التعليمى المستهدف للانتقال من سنة دراسية إلى السنة الأعلى. 3 - لا تغيير فى جدول الامتحانات أو الخريطة الزمنية التى أعلنتها الوزارة فى بداية العام. 4 -  لقد قررنا إيقاف الأنشطة التربوية مثل التربية الفنية -التربية الموسيقية - الاقتصاد المنزلى .... إلخ، الواردة بالقرارات الوزارية المنظمة للدراسة والامتحانات بكل المراحل التعليمية والاكتفاء بتدريس المواد الدراسية فى الفترة المتبقية من خطة توزيع المناهج ..لتقليل عدد ساعات اليوم الدراسى وتفادى بعض التجمعات.... مع تجاوز بعض مشاكل عجز المعلمين، وتقوم كل مَدرسة بإعادة  تنظيم الجدول المدرسى بعد إيقاف الحصص المخصصة للأنشطة التربوية، ما يعود على تخفيض عدد ساعات اليوم الدراسى.

7 - سوف تطبق الوزارة حزمة «إضافية» من الإجراءات الاحترازية الوقائية بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسّسات الدولة ..نعلن عنها مطلع الأسبوع المقبل إن شاء الله. 8 - فى حالة اكتشاف حالة إيجابية، لا قدر الله، سوف يتم عزل المَدرسة وإيقاف الدراسة بها واختبار كل طلابها طبيّا مع استمرار الدراسة فى المدارس الأخرى بالتشاور مع السيد المحافظ.

9 - تقوم الوزارة بإعداد تعليمات «للدراسة من المنزل» للسنوات من الصف الثالث إلى الصف الثامن فى جميع المواد للاعتماد عليها، من خلال موقع إلكترونى خاص بهذا، فى حال تعليق الدراسة فى أى مدرسة أو إدارة «فى أحوال الضرورة ، الصفوف من العاشر حتى الثانى عشر تستطيع الدراسة من خلال بنك المعرفة المصرى والتقنيات الحديثة أما الصفوف من KG1 حتى الصف الثانى فهى على النظام الجديد الخالى من الامتحانات.

غير مقنع

ما بدا غير مقنع فى رد الوزير، بالنسبة لجروبات الماميز- من خلال صفحاتهم- هو أن تقليل عدد ساعات اليوم الدراسى وإلغاء الأنشطة، لا يتسجيب لمطالبهم بتخفيف المنهج، وبخاصة الأجزاء التى لا تمس المدى والتتابع فى تراكم المعلومات بين الصفوف التعليمية، كما أن هدف حماية الطلبة من الاختلاط، لا يتحقق بعدد ساعات الاختلاط ، بل بمنعه من الأساس.

علاقة شفافة علمية متوازنة

 قرار تعليق الدراسة كشف لغير أعضاء الجروبات، أن جروبات الماميز، ليست على قلب رجل واحد دائمًا، فبمجرد إعلان بعضهم-أو بعضهن- فرحته بالقرار بالتعليقات المبهجة عبر الجروب، انهالت تعليقات أخرى من عضوات أخريات، مفادها «فرحانين على إيه ..مين هيقعد بالعيال، إيه لازمة القعدة مادام هنذاكر من البيت»، خاصة بعدما أدركن أن القرار سيشمل تعليق العمل بالحضانات وباقى التجمعات تباعًا بما فيها سناتر الدروس الخصوصية. وبالطبع لم يتوقف المبتهجون عن الرد «دلوقت بقى القرار كخة....»، وانتقلت المبارزة حول مسئولية الأبناء وإمكانيات العمل من المنزل، من الجروبات إلى الصفحات الشخصية.

النقاش الذى دار بعد تعليق الدراسة- داخل الجروبات وخارجها- أوضح  أمرين، الأول أن «مصالح» بعض أعضاء الجروبات تتغلب على مصالح آخرين، لاعتبارات كثيرة، منها ماهو منطقى ومنها ما يتعلق بأعداد الأعضاء أصحاب المصلحة الواحدة، مقابل آخرين أقل عددًا، وهو أمر قد لا يصب فى الكثير من الأحيان فى كفة تغليب مصلحة العملية التعليمية.

والثانى: الحاجة إلى تنظيم الاستفادة من جروبات أولياء الأمور، وإدارة العلاقة بينها وبين وزارة التربية والتعليم على أساس علمى شفاف ومتوزان، برعاية قيادة محايدة، مرموقة ولها تاريخ فى العمل السياسى والتربوى، بما يقرب المسافة بين «مصلحة الطلبة» و«مصلحة التعليم».