الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تحت المطر وفى الظلام.. تطوع لأهل التجمع الخامس

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

فيما غرقت وتهدمت بيوت سكان منطقة الزرايب بمدينة 15 مايو، القريبة من حلوان، ونجا سكان حى الأسمرات، القادمون من المناطق العشوائية الخطرة، من مشاكل الطقس السيىء الذى شهدته الجمهورية، خلال الأيام الماضية، للمرة الثانية فى أقل من شهر يغرق سكان التجمع بسبب الأمطار!..  رغم أناقة المبانى ورقى المنطقة إلا أن الأمطار الغزيرة تجعل السكان يعيشون فى أسوأ حالاتهم خاصة عندما يصل الأمر إلى غرق المنازل.



وصفت سمية الألفى رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية والمجلس القومى للطفولة والأمومة، يوم المطر على سكان منطقتها بأن الأدوار المنخفضة عانت من الغرق، وكذلك البدروم الخاص بمنزلها، ومع زيادة كمية المطر ازداد الأمر سوءًا. وأشارت سمية إلى أنها حاولت الاتصال بالنجدة وبالأعطال المخصصة فى إزاحة المياه، لكن دون جدوى، ومع ازدياد كمية المطر وسوء أحوال الطقس انقطعت الكهرباء والتليفونات مما جعلها تشعر وكأنها محبوسة فى منزلها، غير قادرة على التحرك بعد أن غرقت السيارات وأصبحت الشوارع عبارة عن برك مياه تصل إلى «الركبة» إذا حاولت السير فيها. سمية تشاركت مع جيرانها لاستئجار عمال على حسابهم الشخصى حتى يقوموا بإزاحة المياه ويستطيعوا مواصلة حياتهم اليومية بشكل طبيعى.

الديلفرى يتوقف والتطوع ينتعش

تقول ربة المنزل أمانى أحمد أنه فى أيام المطر يضطر زوجها إلى ترك السيارة الخاصة بهم خارج التجمع حتى لا تتعرض للتلف مثل سيارت الجيران.  ومن الإيجابيات التى تحدث فى مثل هذه الأيام قالت أمانى أنه على الجروب الخاص بسكان التجمع على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك أشار بعض الشباب أصحاب السيارات الجيب المرتقعة عن استعدادهم لنقل السكان من خارج حدود منطقة التجمع إلى منازلهم لتجنب تعريض سياراتهم للتلف، وعلى جروب الواتس أب الخاص بسكان العمارة التى تسكن فيها قالت بعض السيدات أعربن عن استعدادهن لتقديم أى شىء يحتاجه جيرانهن لإعداد الطعام، بعد إعلان السوبر ماركت وقف خدمة الدليفرى حتى تتحسن حالة الجو.

 الأمطار تقطع النت والكهرباء

 صابرين أحمد الطالبة فى كلية الإعلام قررت أن تبدأ حياتها المهنية مبكرًا وبدأت العمل فى أحد المواقع الإلكترونية، ووعدت مديرتها أن تواصل عملها هذا اليوم من المنزل حتى لا تتعثر فى الطريق من منزلها بالتجمع حتى مقر العمل بالدقى.  لكن مع المطر لم تستطع صابرين أن ترسل خبرًا واحدًا لمديرتها، فعلى الأغلب غرقت كابلات الإنترنت فى المطر وأصبح اللاب توب غير متصل بالإنترنت، فقررت أن توصله بالموبايل من خلال خاصية هوت سبوت لتفاجئ بعد أقل من ساعة بانقطاع الكهرباء وبعدها مباشرة بانتهاء مدة بطارية اللاب توب لتستكمل يومها بدون عمل أو مذاكرة أو حتى ترفيه. منذ بداية مشكلة غرق التجمع منذ أكثر من 3 سنوات، قرر محمود أسامة ومجموعة من أصدقائه تشكيل فريق إنقاذ يخدم أهالى هذه المنطقة فى أوقات المطر، خاصة أن هذه الفترة لا يستطيعون فيها الدخول أو الخروج للتجمع سواء بسيارتهم أو بدونها.  فريق الإنقاذ مكون من 5 شباب يمتلكون عربيات 4X4 تم تعديلها لتصبح مرتفعة أكثر من المعدل الطبيعى، وبهذه الطريقة تسير فى المياه دون أن يلحق بها أى ضرر كغيرها من السيارات، وكذلك تسير فى الرمال والصحارى دون أن تغرس.  يقول محمود أسامة أحد أعضاء فريق الإنقاذ وصاحب شركة أجهزة طبية ومستلزمات مستشفيات، الذى يقوم بهذا العمل التطوعى منذ أكثر من 3 سنوات «قبل كل موجة طقس سىء، يقوم بنشر أرقامه وأرقام فريقه على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يتواصل معه من يجد مشكلة أو صعوبه فى التنقل».

يستقبل أعضاء جروب الإنقاد مكالمات من الأشخاص الذين يجدون صعوبة فى التحرك، ثم يطلبون منهم إرسال اللوكيشن عبر الواتس أب لتحديد المكان بالضبط، حتى يصلوا لهم بسهولة وفى أسرع وقت.

لكى يواجه محمود الظروف الجوية الصعبة، يلجأ إلى ارتداء حذاء سيفتى حتى يستطيع أن يسير فى المطر فى حالة اضطرته للسير على قدميه، وفى حالة العاصفة الترابية يرتدى كمامة تحسبًا من التهاب الجيوب الأنفية، وأكد محمود أنه رغم التزام أغلب السكان منازلهم فى هذه الأوقات إلا أن هناك عددًا من الأشخاص تضطرهم الظروف للنزول فى هذه الأجواء، ومن حقهم أن يجدوا من يقدم لهم المساعدة.