الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ماليش حسابات فى وسائل التواصل الاجتماعى «والله ما أنا»

هكذا يبدو لى، كما رأيته من زاوية منفردة، اقتربت من عالمه وأفكاره فى لحظات، وابتعدت عنه فى لحظات أخرى، كان يدفعنى بعيدًا فى خجل وعلى استحياء، شعرت للحظات أنه صوفى.. حالم.. روحانى.. لا ينشغل إلا بتلك الروح التى تتملكه حين يلبس عباءة الفن ويصعد إلى سمائه، ربما لا يريد أن يقترب منه أحد حتى لا يكشف تفاصيله العميقة كثيرًا والشفافة أكثر.. حاجز زجاجى بينه وبين العالم يَرى جيدًا من خلفه وأحيانًا «طشاش» متعمدًا تلك الرؤية الضبابية كى لا يبتعد عن عالمه المليء بالضحك.. ولأنه أراد أن يعرفه الناس فى ضحكة.. لا نذكره إلا وترتسم على وجوهنا السعادة، أحيانا يبكينا من شدة الضحك.. هذا هو الجانب الآخر من شخصية عمرو عبدالجليل، ذلك الكوميديان المتأمل فى صنع الخالق الذى يرى الأشياء بصورة مختلفة، ولهذا صنع عالمه المليء بالغموض رغم بساطته الشديدة.



 

 

• بداية ما آخر أعمالك الفنية؟

 

ــ أصور حاليًا كما تشاهدين مشهدًا فى فيلم «الحارث».

 

• ما طبيعة دورك.. وما هذا الزي؟

 

ــ نصور فى الحى الريفى بمدينة الإنتاج الإعلامى كما تشاهدين ، وهذا الزى «سيوى»، ودورى هو هذا المشهد فقط «ضيف شرف» دور به إثارة، رجل يحرق زوجته وأولاده.

 

• وماذا عن باقى أعمالك فى الوقت الحالي؟

 

ــ أصور أيضًا أدوارى فى مسلسل «بنت القبائل»، ومسلسل «النهاية» وفيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين».

 

• ما الإضافة الجديدة فى أدوارك، وهل سنرى «كاركتر» جديد وإيفيهات مختلفة؟

 

كل الأدوار التى أصورها حاليًا إضافة جديدة لى وأدوار جديدة، لأن كل أدوارى الحالية جد ولا يوجد بها إيفيهات، أغلبها ليست كوميدية مثل دورى فى «بنت القبائل».

 

• ما هى مواصفات «الكوميديان» من وجهة نظرك؟ وهل ترتبط بالشكل وهل أصبح من الصعب أن يضحك الناس  مع وجود السوشيال ميديا والصفحات الكوميدية؟

 

ــ «أى حد ممكن يبقى كوميديان لكن لو يقدم ده بجد».. المشكلة الحقيقية للكوميديان أو اللى بيقول كلام يضحك لو هدفه إنه يضحك مش هينجح.. لكن لو قال حاجة بجد وهى تضحك هنضحك عليه وعلى أدائه «ميكس كلام يضحك والشخص منفعل وغضبان».

 

• هل عرض عليك دور لم تستطع أن تتقمصه؟

 

ــ «مفيش ممثل ميعرفش يتقمص دور وإلا ميبقاش ممثل».

 

• نراك تتابع الجمهورعلى السوشيال ميديا وترد عليهم بنفسك وهناك إيفيه لك رد عليه نجيب ساويرس؟

 

ــ لا يوجد لى أى حساب على مواقع التواصل الإجتماعى، «ولا كلمة من اللى على السوشيال ميديا أنا لى علاقة بها.. هما متقمصين شخصيتى، وحكاية الرسام اللى رسم لى صورة ونشرتها ورديت على رسام آخر مش أنا».. يسعدنى طبعًا ويشرفنى أتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، الناس عملوا صفحات وتربحوا من ورائها، أما عن الإيفيه الذى رد عليه المهندس نجيب ساويرس رأيته بالفعل، لكن «والله ما أنا».

 

• ماذا عن توثيق حسابك على «تويتر»؟

 

ــ «ضحكوا عليّا وخلونى وثقته»، وبعد ما عملت توثيق للحساب اكتشفت أن هؤلاء الأشخاص القائمين على الصفحة يأخذون مبلغًا كبيرًا كل شهر، وعندما علمت بذلك اتصلت بهم وقابلتهم كى أسألهم عن صحة هذا الأمر، أكدوا لى أنهم يتربحون من الصفحة كل شهر 420 ألف جنيه، فقلت لهم بأى حق تأخذون هذا المال دون علمى،  كان ردهم «ده مجهودنا وشغلنا والفلوس بنقسمها على بعض وهم 3 أفراد»، لكن أنا سعيد جدًا بتواصل الناس وحبهم لى وأعدهم أن أعمل صفحة مخصوص لأتبادل مع جمهورى الآراء وأتواصل معهم بشكل مباشر لأن هذا الأمر يسعدنى جدًا.

 

• كيف تتقمص شخصية طبيعتها مختلفة عنك مثل دور شخص من العشوائيات؟

 

- أنا من منطقة عشوائية واختلطت بكل الفئات «من قبل ما أمثل».

 

  • عندما تحدثت عن المهمشين فى «صرخة نملة» و«سوق الجمعة» قدمتهم بشكل مختلف أضحكنا ويحترم إنسانيتنا.. ترى هل هى معادلة صعبة؟

 

ــ «الكتابة مش أنا»، دورى أؤديه لكن البطل الحقيقى هنا هو الكاتب والسيناريست الذى يستطيع أن يوصل رسالته دون تجريح «أنا باقول اللى فى الورق لكن ممكن أضيف إيفيه من عندى فى السياق».

 

• من من فنانى الكوميديا يضحكك ومن مدرستك فى الكوميديا؟

 

ــ «المدرسة قفلت والعيال نطت من على السور.. كلهم بيضحكونى وفيه فنانين ليسوا كوميديانات وبيضحكونى، فيه ناس لما بتمثل بجد أنا بموت من الضحك فيه أشياء قادرة على إضحاكى وليس بالضرورة أن تضحك الناس والعكس».

 

• من من النجوم عندما يؤدى «دور تراجيدى حزين» يدخلك فى «مود» اكتئاب؟

 

ــ لا أحد لأننى أعلم أنه فى النهاية يمثل، وإلا كانت جاءت لى حالة اكتئاب عندما أمثل دورًا مثل هذا.

 

• كانت بعض لزمات أحمد زكى فى أدواره تستمر معه بعد الانتهاء من التصوير هل حدث معك هذا ؟

 

ــ أنا متيم بأداء الفنان الراحل أحمد زكى وأعلم أنه كان من شدة تقمصه للشخصية «كان بيروح بيها البيت وتظل معه ينام ويصحى بها معايشة تامة».. أنا غير ذلك ولم أدخل فى هذا المود وهذه الدرجة لأننى أعلم جيدًا أننى أؤدى دورًا «أنا مع كات أخرج  من الحالة وأكشن أدخل فى الحالة»، لأن التقمص إلى هذه الدرجة ربما يؤثر على الجهاز العصبى والصحى.

 

• ماذا عن علاقتك بيوسف شاهين وما هى الصعوبات التى واجهتها فى العمل معه؟

 

ــ رحمة الله عليه.. «الشغلانة كلها صعوبات ولو أعرف إنها هكذا مكنتش اشتغلتها» لأنها تعرضك لأى شيء فى أى وقت،  كانت بدايتى مع المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين، كنت لا أفهم شيئًا ومقتنعًا بذلك فتركت نفسى لما يقوله لى فكنت لا أعطله،  ولكن الصعوبات جاءت بعد أول عمل.. سأشرح لك لماذا.. لأننى كنت أول مرة أدخل «لوكيشن ومكنتش عارف أى حاجة» فتعاملت بطبيعتى وتخيلت أن الحكاية سهلة، لكن عندما عملت بعيدًا عن يوسف شاهين اكتشفت الصعوبات على سبيل المثال أحيانًا أذهب إلى التصوير وأنا متحمس جدًا وفى الميعاد المحدد لتصوير مشاهدى، ثم أتفاجأ بأن هناك أحدًا تأخر، وهناك صعوبات عديدة خلال التصوير.

 

• ما هو الدور الذى نستطيع أن نقول إنه «وش السعد عليك»  وجاءت بعده  انطلاقتك الحقيقية ؟

 

ــ وش السعد دورى فى فيلم «حين ميسرة» لأنه قدمنى للناس بشكل جديد وبعده بدأت تأتى لى أعمال كثيرة. 

 

• فيلم «صرخة نملة» أضيفت له أحداث الثورة بعد الانتهاء من تصويره لماذا؟

 

ــ الفيلم كان يحكى عن نفس سكة أحداث الثورة، فكان الموضوع ليس بغريب عن اتجاه الفيلم ورؤيته.

 

• الوصول لقمة النجومية الآن ربما يحدث فى لحظة، عن طريق وسائل السوشيال ميديا.. من السبب فى ذلك وأين اختفت المدارس الفنية؟

 

ــ أرزاق.. أنا رأيى إن أى شخص بيكون «تريند لحاجة معينة»، هو لم يفعل هذا الشيء لكى يصبح «تريند» إنما فعلها بتلقائية ولا يقصد أنه يصبح حديث الناس، فهو رزق، وفيه ناس بتتعمد أن تصبح تريند ولم تنجح..» كلها أرزاق بتتوزع إن حد بياخد موهبة وآخر بياخد شهرة وآخر فلوس وغيره يأخذ شهرة وفلوس وهكذا حسب ما ربنا بيقسمها.. حكمة ربنا لا أستطيع تفسيرها ممكن ربنا يمنع عنك شيء لحكمة لا يعلمها غيره» فلا يجوز القول هذا نجح لأنه ذكى أو موهوب.

 

• من وجهة نظرك لماذا اختفت الرومانسية وقصص الحب الشاعرية من أفلامنا وأصبح حتى الحب عنيفًا؟

 

ــ الظروف والحياة تغيرت.. «يعنى نفس الناس لو كانوا موجودين أيام فاتن حمامة وعمر الشريف كانوا هيعيشوا هذه الرومانسية والجمهور أيامهم كان  بيعيش الحب بطريقة  الأفلام وقتها».

 

• هل ترى أن الفن يعبر عن المجتمع ولا يؤثر ويغير فيه؟

 

ــ المفروض الفن يعبرعن المجتمع.. لكنه يؤثر ويتأثر يحدث الاثنان معًا.

 

• هل فكرت فى الإنتاج وكان هناك دور ما يستهويك وتريد أن تقدمه؟ 

 

ــ «لأ.. طول ما أنا مطلوب مينفعش أفكر إنى أنتج ولو بطلوا يطلبونى مش هأنتج علشان أشتغل، لا يوجد دور معين يستفزنى علشان أعمله لم تخطر الفكرة على بالى».

 

• هل تشاهد أفلامك بعد عرضها وكيف تقيم نفسك؟

 

ــ لا أشاهدها إطلاقاً.. أقيم نفسى من خلال الناس «أنا ترمومترى هو الجمهور»، المقياس بالنسبة لى هم المشاهدون وليس رأيى وتقييمى لنفسى لأنه ليس له أى أهمية المهم هم الناس،» لو أنا عملت عمل وشايف إنه عظيم جدًا والناس لم تحبه أو العكس يبقى رأى الناس هو الصح».

 

• فى أعمالك الفنية متى شعرت بالرضا عن أدائك؟

 

ــ «عمرى ما شعرت أننى راضٍ عن نفسى،  ولهذا لا أشاهد أعمالى لأننى ألاحظ العيوب فقط، وأقول لو كنت عملت كذا كان أحسن  كنت أوفر هنا وهكذا».

 

• من من المخرجين اكتشف زاوية جديدة فى موهبتك؟

 

ــ «كل مخرج عملت معه شاف فيا حاجة أنا لم أكن أراها فى نفسى.. بدليل إنهم بيشوفونى فى أدوار أنا لم أتخيل نفسى فيها».

 

• هل تشارك الآن مع شريف عرفة  فى فيلم من إخراجه وما هو الفيلم؟

 

ــ «نعم فيلم «النمس والإنس».. كان نفسى أشتغل مع شريف عرفة لأنه شريف عرفة».

 

• هل لك آراء سياسية تعبر عنها أو تعلنها من خلال أفلامك؟

 

ــ «أنا بعيد تمامًا عن السياسة، ممكن أعمل دور فى عمل فنى لكن طبيعتى وميولى كوميدية، وشقيقى المخرج الراحل طارق عبدالجليل هو من كانت له ميول سياسية وقدم أفلامًا تعبرعن هذا مثل فيلم «عايز حقى».. فيه أشياء تقال عنى لا علاقة لى بها تمامًا ولا أعرف من أين يأتون بها؟.