الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الصمت الجماعى العربى

 صمت غير مبرر يغلف العجز العربى الجماعى فى مواجهة أسوأ أزمة منذ احتلال إسرائيل لفلسطين، فهناك احتلال وانتهاك تركي لأراضى سوريا يخرق القانون الدولى، ويكشف فى الوقت ذاته عجزًا عربيًا مفزعًا وتهديدًا مباشرًا ومستمرًا للمواطن العربى فى سوريا، بما يجسده هذا الاحتلال من هدر لحق المواطن العربى فى العيش الآمن الكريم فى بلده.. فماذا ننتظر حتى نتحرك عربيًا...ويتم اتخاذ موقف جماعى عربى إزاء هذا الاحتلال السافر للأراضى السورية، هل يجب أن ننتظر ضوءًا أخضرًا من هناك....أم إن بعضًا من مصالحنا الذاتية يفرض علينا هذا الصمت والذى يصل لحد الاستسلام... أم بعض منا بارتباطات الإسلام السياسى يدعم ذلك.. أم أن حجم استثماراتنا أو تجارتنا معهم هى العائق أو الحائل لأخذ الموقف اللازم إزاء هذا الاحتلال الصارخ. ونتغاضى عما يجرى فى وطن عربى يتم تقسيمه حاليًا وتهجير مواطنيه...إلخ.



ولا يصدق أن تكون هناك رؤى عربية تختلف حول واقع نعيشه يوميًا وخطر داهم أو أن تكون الجهالة امتدت لأرجاء وطننا العربى كافة كله وننتظر عطية السماء وانفراجها على حساب شعب محتل يعانى الضغوط وبطش المحتل... وهل نقف عند ناصية المثقف الذى يحلل أسباب ما يحدث فى سوريا، باعتباره النتاج الطبيعى لحكم طغاة وغياب ديمقراطية.. فيكون الحل للتطوير وتحقيق الديمقراطية بالاستقواء باحتلال تركى لبلد عربى.

ونظل نناقش نحن العرب فى محافلنا مدى شرعية اجتماع عربى جماعى من دون سوريا من عدمه... فى الوقت الذى تضيع فيه سوريا ونحن نناقش... فهل الأمل والعمل فى تحريك الأمر لاستثمار وسائل ضغط متعددة لعالمنا العربى فى سبيل تحرير سوريا من المحتل أولًا ثم يترك لشعبها الأبى أن يقرر مصيره فيما يراه من نظام حكم.. إلخ.

فالعبرة فى بداية سرعة التحرك للدفاع عن حق مواطن عربى سورى للعيش الكريم والآمن، ووقف عمليات تشريد الأطفال مسلوبى كل الحقوق.

فهى رسالة لى ولك ولكل إنسان لحماية حق الإنسان... فأين نحن من ذلك.