باحثون مصريون يطورون طاحونة لتوليد الكهرباء 

نجح باحثون مصريون فى التحالف القومى للمعرفة والتقنية فى مجال صناعة الطاقة المتجددة، فى تطوير توربين رياح (طاحونة هواء) ذات محور رأسى تصلح للاستخدامات المحدودة، فى المناطق النائية التى لا تغطيها شبكة الكهرباء.

 الباحثون اختبروا النموذج التجريبى للتوربين لأول مرة خلال عام 2019 فى مزرعة رياح بالقرب من مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، ويجرى حاليًا اختبار النموذج الثانى الأكثر تطورًا فى مدينة الإسماعيلية.

يمتاز النموذج الثانى ببساطته وانخفاض تكلفته مما يسهّل تسويقه تجاريًا لتلبية احتياجات سكان المناطق النائية من الطاقة والمشروعات التى تنفذ هناك، ويتكون التوربين من شفرات دوارة تنقل طاقتها الميكانيكية إلى ذراع توصيل تتصل بمولد كهربائى لإنتاج الطاقة الكهربائية.

من مميزات الاختراع الجديد أنه لا يحتاج إلا إلى مساحة صغيرة جدًا لا تزيد على 2.5 متر مربع، كما لا يحتاج إلى صيانة دورية، وتبلغ قدرته 5 كيلووات فى الساعة ويناسب سرعة رياح تصل إلى 8 أمتار فى الثانية، ولهذا تم تزويد التوربين بحساسات تقيس سرعة الرياح وتقلل من معدل حركة التوربين إن زادت سرعة الرياح حتى لا تلحق الضرر بالمولد الكهربائى.

 التحالف القومى للمعرفة والتقنية فى مجال صناعة الطاقة المتجددة لتنمية مصر المستدامة، مكون من 13 جهة هى جامعات القاهرة وأسيوط والفيوم وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والمركز القومى للبحوث ومركز بحوث الصحراء ومركز بحوث وتطوير الفلزات والهيئة العربية للتصنيع وثلاث شركات ناشئة ومؤسسة سيكم للتنمية، ومقره فى الجامعة البريطانية فى مصر التى تتولى مهمة المنسق العام لهذا التحالف الذى يعد واحدًا من 15 تحالفًا ممولًا من أكاديمية البحث العلمى فى مجالات مختلفة، ضمن برنامج تحالفات المعرفة والتقنية، التى تهدف إلى تعميق التصنيع المحلى ودعم الصناعة الوطنية بإضافة مكون تقنى مبتكر.

وقال الدكتور يحيى بهى الدين، نائب رئيس الجامعة البريطانية فى مصر ورئيس التحالف:

إن التحالف يسعى إلى توطين صناعة الطاقة المتجددة فى مصر وزيادة نسبة التصنيع فى مكوناتها لتصل إلى 100 % على المدى الطويل، بالإضافة إلى الاهتمام باستغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية وإنتاج الكهرباء منها فى المناطق النائية والمجتمعات العمرانية الجديدة والمشروعات الزراعية الحديثة خارج الشبكة القومية للكهرباء.

يمثل التحالف جزءًا من خطة مصر الطموحة للتوسع فى مشاريع الطاقة المتجددة، إذ تهدف مصر بحلول العام 2022 إلى إنتاج نحو 20 % من إجمالى طاقتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، وتسعى إلى زيادة هذه النسبة لتصل إلى 42 % بحلول العام 2035، وفق الحصص التالية: 22 % من الطاقة الشمسية و14 % من طاقة الرياح و4 % من المركزات الشمسية و2 % من الطاقة الكهرومائية، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إمكانية تنفيذ هذه الخطة، إذ ذكرت أن مصر تستطيع توليد نحو 53 % من احتياجاتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.