الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الشرطة فى عيدها الـ68

الحدث كان عظيمًا. ترك علامة تاريخية فى وجدان الأمة وفى تاريخها النضالى ضد الاستعمار البريطانى المتوحش. لقد صمد أنبل رجال الأمة فى معركة تبدو من وهلتها الأولى أنها معركة خاسرة؛ لكن ما كان يجهله المستعمر هو الروح الوطنية المصرية التى تسير فى عروق أنبل أبنائها من رجال الشرطة. كانت معركة باسلة للأبطال المدافعين عن شرف أمتهم.



وهو ما جعل فى نفوس المستعمر غُصة لهزيمتهم يوم الخامس والعشرين من يناير من عام 1952. وهو الحدث الكبير الذى مهد لثورة يوليو بعدها بستة أشهر. فاتخذه المصريون عيدًا امتنانًا لدور هذه المؤسسة فى الدفاع عن شرفهم وعن كرامتهم. مرت الأيام على تلك المؤسسة الوطنية عانت ولاقت فيه الكثير من الهجوم المدبر والتشويه المتعمد والضغط النفسى على أبنائها ولا نستبعد أنه كان مدروسًا ومخططًا بعناية من قوى الغرب التى مازالت تحمل غصة هزيمتها النكراء فى اليوم المشهود. لقد تحمل رجال تلك المؤسسة ما لا تتحمله مؤسسة أخرى فى الدولة باستثناء الجيش. اتهامات مغرضة لم نرها فى أى دولة من دول العالم المتقدم وهناك رجل الشرطة يمارس بها دوره القانونى بمنتهى الحزم والقوة والشراسة وبلا قلب وبلا رحمة. لكن الشرطة المصرية تحملت وأكملت مسيرتها الوطنية وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الانهيار المتعمد تحت مسمى إعادة الهيكلة وقت حكم الإخوان الفاشيست. تلك الحقبة الزمنية السوداء فى تاريخ مصر الحديث. لكن إيمان أبنائها بدورهم الوطنى النبيل قاوموا كل محاولات الهدم ودخلوا فى معارك شرسة ضد التيار الدينى المتطرف ودفعوا الثمن غاليًا وقدموا للأمة شهداء من أنبل وأطهر أبنائها. جيل قدم حياته فداءً للأمة امتدادًا لجيل من الشهداء فى حرب ضروس كان مسرح عملياتها فى الصعيد أمام خونة ومرتزقة باسم الدين وهى الحقبة الدموية التى مرت بها فى فترة التسعينيات من القرن الماضى. لقد قدمت الشرطة المصرية درسًا ستتحدث عنه الأجيال القادمة عندما تظهر كل الحقائق وتنكشف كل الأسرار ويعرف الجميع ما قدمته تلك الهيئة وما قدمه رجالها من أجل الحفاظ على وجود الأمة وعلى أمانها وأمنها واستقرارها. فى عيدهم لا بد أن نقدم إليهم كامل الامتنان والشكر والاعتراف بدورهم وأهمية وجودهم وعلى شهدائنا من رجالهم السلام.