الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

امرأة حرة

أنا لست متاعًا لا حلوى مغلفة  لا حلوى مكشوفة لا جوهرة تاج ولا وردة بستان كفاكم تشبيهى بالغالى والرخيص أنا امرأ ة، امرأة فقط مجرد إنسان لا أنا عقدة أب  ولا ميراث أخ ولا عار ولا سبة ولا مخلوقة لأدان لا خاتم فى إصبع رجل يربطنى بورقة كل ما فيها رخيص حبرها رخيص كما لحمى رخيص  يعاملنى كالسبايا، ويهدينى سجنا ذهبى القضبان يستبيحنى بكل الأوقات يملك بقلبى الدقات وبعروقى النبضات ويقولون إن بين يديه  ترضى الملائكة وتحت قدميه نجاتى وأى تمرد يلمحه بعينيى ملعونة أنا وحليفى شيطان يغضب منى كثيرًا لو أصبحت أنا لو تنفست هواء أو حملت أفكارًا أو حلمت بكيان لو شعرت مشاعر أو كونت رأيًا لم يرضاه فارس الفرسان ما عيب أن أكون امرأة حرة برغم كل أقفاص الببغاوات برغم النخاسة باسم الحب والشرف ونكران الذات برغم القضبان ووجود مليون سجان ما عيب أن أكون امرأة حرة ترفض منن أو هبات من رجل يتشدق بحريات ولكنه حين ينظر فى المرأة  يرى داخله هذا الشرقى بنفس العمامة والجلباب ينتظر داخل الكهف ينتظرأن ابتلع الطعم ليكبلنى من رأسى بالأغلال  ليسوقنى وسط القطيع كحيوان ليشبعنى ذلا وامتهانا ولكنه حين يأتى المساء يستيقظ الشاعر بين جوانبه فيكتب قصيدة فى العيون والبنان فى سحر العشق، لوعة الحب وارتعاش الوجدان يهدينى قبلة ممتلئة المرارة وحضنًا بروائح المثنى والثلاث والأربع وامرأة الحى وبائعة الهوى وخليطًا من جوارى حسان وأنا أصبح جثة هامدة كفرت بقصائد الحب كفرت بالحب كفرت بالرجل وكفرت بالإنسانية والإنسان يرانى امرأة تموت كل يوم  بين يديه، فلا يأبه كم من جثث لنساء  ألقيت على مر الأزمان ويبقى هو  ينشد قصائده فوق نعوش وتوابيت نساء يصنع من لحومهن انتصارات ويرسم بالدم كفوفًا فوق أطلال وبقايا ليكتب، هنا كانت تسكن امرأة آمنت بأنى سند، بأنى أمان أو ربما إنسان.