الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الإمساك باللحظة الهاربة!

هذا الأسبوع يقام فى جاليرى «بيكاسو» معرض للفنان الكبير سمير فؤاد، والفنان يعتبر الآن أحد فرسان الفن المصرى المعاصر، وقد تابعت معارضه ومشواره الفنى منذ معرضه الأول عام 1997.



هو دائما فى حالة بحث وتجريب من أجل الوصول للغة التصوير الخاصة به، يدهشنا بتجربته الفنية المتفردة والقدرة الدائمة على التجديد، دوما يقدم لنا الجديد الذى يجعلنا نفكر معه، ولديه ثراء فكرى ناتج عن ثقافة موسوعية، يختار موضوعات لوحاته بعناية باحثا فيها عن اللحظة الدرامية، شغلته قضية الحركة والزمن فى اللوحة واستطاع الوصول للغة التعبير الخاصة به. ولد الفنان سمير فؤاد فى مدينة القاهرة عام 1944 ومثل محمود سعيد وسيف وانلى لم يتخرج فى كلية الفنون، بل درس فى كلية الهندسة قسم الاتصالات، وبدأ حبه للفن منذ طفولته، وخلال دراسته الجامعية سافر إلى بريطانيا فى صيف 1964 وهناك بهر بأعمال أساتذة الألوان المائية الإنجليز أمثال الفنان تيرنر والفنان وليام راسل فلنت، وبعد تخرجه عمل بشركة بريطانية حيث أتاح له عمله السفر إلى بريطانيا كثيرا، وكانت فرصته لزيارة المتاحف والمعارض والقراءة وكان لتلك الرحلات إسهام كبير فى بناء شخصيته الفنية. تعرف على الفنان صبرى راغب عام 1977 بدأ الدراسة لمدة ثلاث سنوات فى مرسم أستاذه الفنان حسن سليمان والذى كان تأثيره واضحا عليه فى البداية، ولكنه كون شخصيته الفنية المستقلة فيما بعد. شارك فى الحركة الفنية منذ عام 1984 ويعتبر الفنان سمير فؤاد أحد المتميزين فى الرسم بالألوان المائية والتى أقام بها معرضه الأول، وكانت موضوعات لوحاته الطبيعة الصامتة، وفيما بعد ألف كتابا عن فن الرسم بالألوان المائية. فى خطوة مدهشة عام 2001 يترك الوظيفة ليتفرغ تماما للفن، وبدأ بحثه عن الحركة والزمن فى اللوحة فقدم معارض المراجيح والراقصات وعازفى الآلات الموسيقية، يسعى فى أسلوبه للاختزال والتلخيص مركزا على اقتناص الحركة وإيقاعها، ولأنه يرى أن كل شىء متحرك وله بعد زمنى وهو لا يحب السكون لذلك كان أسلوبه يعتمد على تصوير الحركة والاهتزاز ومحاولة الإمساك باللحظات الهاربة وتصويرها، ولهذا نجد تشويها يقوم به الفنان فى شخوصه متأثرا بالفنان البريطانى فرانسيس بيكون. الفنان سمير فؤاد غزير الإنتاج، حيث يعكف على الرسم يوميا، فى السنوات الأخيرة يقيم معارضه بشكل سنوى، وله بالتة ألوان لا تخطئها العين تتكون من الأزرق والأخضر والبنفسجى والأصفر الأوكر، ثم يضع معها الأحمر الفرمليون بحساب شديد، لوحاته تتميز بلمسات فرشاته السريعة وأحيانا بسكينة البالتة بطريقة خاطفة. فى معرضه اليوم تبدو قدرته وتمكنه، حيث الخبرة والنضج والتى ينتج عنهما سلاسة الأداء، حيث يخضع كل موضوعات لوحاته للغة التصوير الخاصة به والتى لا تخطئها العين.