السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الزَئيرُ لهُ الصّدَى

الزَئيرُ لهُ الصّدَى
الزَئيرُ لهُ الصّدَى


الشاعر: عباس محمود عامر
بمَاذَا أُسَمِّيكمْ
لمْ أجِدْ اسْمًا يحْملُ صِفَاتِكم
يَا مَنْ تملَّكتْكمْ الَّحظةُ الفَاجرةُ
يَا مَنْ أردتَّمْ الهُروبَ
من طلل الموَاسِمِ
الذى منَحكَمْ الشَّهيقَ فى زمَن اليبَابْ
فى غَابةٍ من فَحِيحِ الأفَاعِى
التى نَفَطتْ سُمَّهَا الآنَ
فى وجُوهِكْم
وتسْألكمْ عنْ تضَاريس الرَّحيلْ
افعلوا ما تشاءونْ
انْحَرُوا الزّهُور فى سبَاتِها
تنْحَرُوهَا
احْرقُوا ثيابَكم الملوّثة
سَالتْ عليهَا دمَاؤها
احْرقُوهَا
هل تقدمُوهَا فطُورًا
للسَّباعِ التى طُلقَتْ فى الطُّرقْ؟
أم عشَاءً لتماسيحِ الأمْزجةً
نازلتُ حُروفًا فى معْطياتٍ
لمعَادلةٍ منْصُوبةُ
أصبْحتُ أنا القاتلَ
والمقتُول
فى عيُونٍ عصبّهَا الرَّمدْ
غابتْ عنْها شرائحُ الضّوءِ،
وعنْ ضمائرِ الأفْئدةُ
احْرقوا ثيابَكم المُلوّثةً
التى أزكمتْ أنُوفَنَا
إحْرقُوهَا
لكنَّ ردائِىَ سيظلُّ أبيضَ،
..  وجسَدى دائمًا أطْهرَ
قذفنِى زفيركُم المريضُ
فسقطُُتُ بينَ الرّحى العاتيةً
احْرقُوا قلوبَكم الرّحايَا
التى تدهسنى صَولاً
وجَولاً
على شرَائطِ القطاراتِ
التى تأخّرتْ كثيرًا،
وفُخِخَتْ،
فلنْ تقلنا إلى المَخابزِ
فى  مطلع الشمسِ
تنْتظرُ أطفالُنا خُبزَها
.. يومًا بيومٍ
احْرقُوا قلوبَكم
فقلوبُكم من حَجرٍ أسْودٍ
يشعلُ النّرجيلة فى المقاهى
ينْشرُ غسقًا ورعْدًا
فى الصّدور
.. فتَحْترقْ
لكن قلبىَ لنْ يحْترقْ
يمْتهنُ مناعةً من الرّعودِ،
والبُروق،
.. واللظى
افعلوا ما تشاءونْ،
فأصواتكم مخنّثة
.. لكنَّ الزّئيرَ له الصَّدى.